يوم التروية.. سبب تسميته وأعماله والدعاء المستحب
يوم التروية.. سبب تسميته وأعماله والدعاء المستحب يتوجه حجاج بيت الله الحرام اليوم الاثنين الثامن من ذي الحجة الـ 26 من يونيو إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية حتى بزوغ شمس يوم التاسع من ذي الحجة.
ويردد الحجاج في يوم التروية “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك”.
ويوم التروية هو اليوم الذي يبدأ فيه الحجاج مناسك الحج بعد أن أنهوا طواف القدوم، ويستعدون فيه لأداء ركن الحج الأعظم والوقوف بعرفة في اليوم التاسع من ذي الحجة، وتتعدد أعمال يوم التروية للحجاج، كما يمكن لغير الحجاج اغتنام هذا اليوم بالطاعات والعبادات.
ويقضي الحجاج في مشعر منى يوم التروية، ويستحب فيه المبيت تأسيًا واتباعًا لسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وسمي يوم التروية لأن الناس كانوا يرتوون فيه من الماء ويحملون منه ما يحتاجون إليه وكانوا يتزودون بالماء قبل يوم التروية قديمًا، وذلك لأن تلك الأماكن لم تكن بها ماء فكانوا يتروون من الماء إليها.
وكانت أعمال التروية تكون قبل يوم التروية ويوم عرفة استعدادا لأداء مناسك الحج، حيث كان الحجاج يروون فيه من الماء من أجل ما بعده من أيام.
لماذا سمي يوم التروية
وروي أن يوم التروية سمي بذلك، لحصول التروي فيه من نبي الله إبراهيم في ذبح ولده إسماعيل عليهما السلام؛ وفي هذا اليوم يُحرِم المتمتع مرة أخرى ثم يخرج الحاج المتمتع والقارن والمفرد يوم التروية إلى منًى فيصلي الظهر بها، ويبيت بها ليلته حتى يصلي فجر يوم عرفة.
وروى جابر رضي الله عنه من حجّة الوداع عن سيدنا رسول الله ﷺ، إذ يقول: “..فَحَلَّ النَّاسُ كُلُّهُمْ وَقَصَّرُوا، إِلَّا النَّبِيَّ ﷺ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ تَوَجَّهُوا إِلَى مِنًى، فَأَهَلُّوا بِالْحَجِّ، وَرَكِبَ رَسُولُ اللهِ ﷺ، فَصَلَّى بِهَا الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ وَالْفَجْرَ، ثُمَّ مَكَثَ قَلِيلًا حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ فَحَلَّ النَّاسُ كُلُّهُمْ وَقَصَّرُوا، إِلَّا النَّبِيَّ ﷺ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ..”.
وقت الإحرام يوم التروية
وينطلق الحجاج إلى منى، فيحرم فيه الحاج المتمتع مرة أخرى بعد أن تحلَّل من إحرامه بعد أداء العمرة، أما الحاجّ المُفْرِد والقارن فهم على إحرامهم منذ وصولهم إلى مكة، ويتجه الحجاج إلى منى.
ويستحب قبل الإحرام الاغتسال ثم لبس ملابس الإحرام، ويصلّي الحاجّ في منى الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، فيما أوضح أهل العلم والافتاء أن الذهاب إلى منى والمبيت بها في هذا اليوم سنة.
أعمال يوم التروية
ويُسَنُّ للحاج أن يذهب يوم التروية إلى مِنًى في الضحى، وفيها يصلي فيها الظهر والعصر والمغرب والعشاء مع قصر الصلاة الرباعية فقط وبدون جَمْعٍ.
ويبيت الحاج في منى ليلة عرفة، ثم يصلي فيها الفجر وينطلق إلى عرفة في الضحى أيضًا، فإن فَعَلَ خِلَافَ هذا وذهب إلى عرفة مِن يوم الثامن خوفًا مِن الزحام فقد ترك مستحبًّا ولا شيء عليه وحجه صحيحٌ.
ماذا نقول في يوم التروية
ويستحب في هذا اليوم للحاج الإكثار من التلبية، ويجري تنظيم رحلات الحجيج الفلسطينيين للخروج في يوم التروية إلى عرفة مباشرة دون المبيت بمنى، وهو أمر لا شيء على الحاجّ في هذه الحالة؛ لأنَّ المبيت بمنى سنة، واتباع النظام مطلوب؛ حتى لا تختلّ أمور الحجيج.
دعاء يوم التروية
ولم ترد في السنة النبوية صيغة محددة لدعاء يوم التروية، لكن يمكن التضرع إلى الله بالعديد من صيغ الدعاء في هذا اليوم طلبا للرحمة والمغفرة، ومن الأدعية المأثورة في يوم التروية:
“اللهم مع صباح التروية، نسألك أن تروي هذه القلوب التي باتت عطشى إلى رحمتك، اللهم اجبرنا وارحمنا وأقبلنا وردّنا إلى دينك ردًا جميلًا”.
“ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرًا كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعفُ عنا واغفر لنا وارحمنا”.
“اللهم أصبحنا لكَ حامدين شاكرين لا نعبد إلا إياك يا ربّ العرش العظيم، نسألك مع نفحات الخير القادمة من يوم التروية، أن تُبارك لنا في الطّاعات، وأن ترزقنا السّداد والتّوفيق إلى فعل الخير، واجتناب المُنكرات”.
“أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير”.
“اللهم ارونا من أنهار الجنة وارزقنا شربة من يد حبيبنا سيد الخلق”.
“اللهم ارزقنا حج بيتك الحرام”.